الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَٱلۡمُؤۡمِنُونَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتُ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِيَآءُ بَعۡضٖۚ يَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَيَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَيُؤۡتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَيُطِيعُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥٓۚ أُوْلَـٰٓئِكَ سَيَرۡحَمُهُمُ ٱللَّهُۗ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٞ} (71)

ثم عقَّب سبحانه بذكْر المؤمنين ، وما مَنَّ به علَيْهِمْ مِنْ حُسْن الأعمال ؛ ترغيباً وتنشيطاً ؛ لمبادرة ما به أَمَرَ ؛ لطفاً منه بعباده سبحانه ، لا ربَّ غيْرُهُ ، ولا خَيْر إِلا خيره .

وقوله سبحانه : { وَيُقِيمُونَ الصلاة } [ التوبة : 71 ] .

قال ابن عباس : هي الصلوات الخمس .

قال ( ع ) : وبحسب هذا تكون الزَّكَاةُ هي المفروضةُ ، والمَدْحُ عندي بالنوافلُ أبلغُ ؛ إِذ من يقيم النوافِلَ أحْرَى بإِقامة الفَرْض ، والسين في قوله : { سَيَرْحَمُهُمُ } : مُدْخِلَةٌ في الوَعْدِ مُهْلَةً ؛ لتكون النفوسُ تنعم برجائه سبحانه ، وفَضْلُه سبحانه زعيمٌ بالإِنجاز ،