وقوله تعالى : ( وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ) يحتمل قوله : ( بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ) على الإيجاب و الإخبار أن الدين الذي اعتقدوا وتمسكوا به يوجب لهم الولاية ويصير بعضهم أولياء بعض كقوله : ( إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم )الآية[ آل عمران : 103 ] وقوله ( إنما المؤمنون إخوة )[ الحجرات : 10 ] ونحوه ، فهي أخوة الدين وولايته .
ويحتمل قوله : ( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض ) على الأمر ؛ أي اتخذوا بعضهم أولياء بعض ولا تتخذوا غيرهم أولياء كقوله : ( لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء )[ المائدة : 51 ] . وقوله : ( لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء )[ الممتحنة : 1 ] نهى المؤمنين أن يتخذوا أولياء من غيرهم فكأنهم أمر أن يتخذ المؤمنون بعضهم بعضها أولياء ، ولا يتخذوا من غيرهم .
[ أحدهما ][ ساقطة من الأصل وم ] : ولاية روحانية وهي ولاية في الدين توجب مراعاة تحديث بالدين وحفظها .
والثانية ولاية نفسانية هي الولاية التي تكون في الأنفس والأموال من نحو ولاية النكاح والميراث وغيره ؛ فهذه الولاية هي الولاية النفسانية التي كانت بالرحم و النسب فإذا اجتمعوا في دين واحد وجبت تلك الولاية لهم ، وهو الولاية نفسها .
والولاية الروحانية هي المحبة والمودة ، فيجب [ مراعاة الدين بها ][ في الأصل وم : مراعاته بالدين ] وتعهده . وهذا كما تقول : حياة روحانية وحياة جسدانية . والحياة الروحانية هي العلم والآداب ، ترى أشياء وتعرفها من بعد . والحياة الجسدانية في الروح الذي به يحيى الجسد وبذهابه يموت الجسد .
وقوله تعالى : ( يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ ) يحتمل المعروف الذي توجبه العقول ، وهو التوحيد لله والإيمان به ( وينهون عن المنكر ) ينهون عما تنكره[ في الأصل وم : تنكر به ] العقول ، وهو الشرك بالله والتكذيب له . وهذا الأمر بالمعروف والنهي والمنكر هو في ما بين الكفرة ، يأمرهم المؤمنون بذلك ، ويدعونهم إلى ذلك ، وينهون[ في الأصل وم : وينهاهم ] عن ضد ذلك وإن كان في ما بين المؤمنين ، فهو أمر شرع ، يأمر بعضهم بعضا بما جاء به الشرع ، وينهاه عن ما لم يجئ به الشرع ، أو يأمر بعضهم بعضا بكل خير وبر وينهى عن كل شر ومعصية .
[ وقوله تعالى ][ ساقطة من الأصل وم ] : ( وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ) في كل أمره ونهيه ( أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمْ اللَّهُ ) وعد أنه يرحمهم ( إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) قيل : ( عزيز ) ترى آثار عزه في كل شيء ( حكيم ) ترى آثار رحمته وتدبيره في كل شيء .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.