فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَٱلۡمُؤۡمِنُونَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتُ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِيَآءُ بَعۡضٖۚ يَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَيَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَيُؤۡتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَيُطِيعُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥٓۚ أُوْلَـٰٓئِكَ سَيَرۡحَمُهُمُ ٱللَّهُۗ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٞ} (71)

قوله : { بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ } أي : قلوبهم متحدة في التوادد ، والتحابب ، والتعاطف بسبب ما جمعهم من أمر الدين وضمهم من الإيمان بالله ، ثم بيّن أوصافهم الحميدة كما بيّن أوصاف من قبلهم من المنافقين فقال : { يَأْمُرُونَ بالمعروف } أي : بما هو معروف في الشرع غير منكر ، ومن ذلك توحيد الله سبحانه وترك عبادة غيره { وَيَنْهَوْنَ عَنِ المنكر } أي : عما هو منكر في الدين غير معروف ، وخصص إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة بالذكر من جملة العبادات ؛ لكونهما الركنين العظيمين فيما يتعلق بالأبدان والأموال ، وقد تقدّم معنى هذا . { وَيُطِيعُونَ الله } في صنع ما أمرهم بفعله أو نهاهم عن تركه ، والإشارة ب { أولئك } إلى المؤمنين والمؤمنات المتصفين بهذه الأوصاف ، والسين في { سَيَرْحَمُهُمُ الله } للمبالغة في إنجاز الوعد { أَنَّ الله عَزِيز } لا يغالب { حَكِيمٌ } في أقواله وأفعاله .

/خ72