ثم سلَّى الله سبحانه رسوله صلى الله عليه وسلم ، فقال : { فَلَعَلَّكَ تَارِك بَعْضَ مَا يوحى إِلَيْكَ } أي : فلعلك لعظم ما تراه منهم من الكفر والتكذيب ، واقتراح الآيات التي يقترحونها عليه على حسب هواهم ، وتعنتهم تارك بعض ما يوحى إليك مما أنزله الله عليك وأمرك بتبليغه ، مما يشق عليهم سماعه أو يستشقون العمل به ، كسبّ آلهتهم وأمرهم بالإيمان بالله وحده .
قيل : وهذا الكلام خارج مخرج الاستفهام : أي هل أنت تارك ؟ وقيل : هو في معنى النفي مع الاستبعاد : أي لا يكون منك ذلك ، بل تبلغهم جميع ما أنزل الله عليك ، أحبوا ذلك أم كرهوه ، شاءوا أم أبوا { وَضَائِق بِهِ صَدْرُكَ } معطوف على تارك ، والضمير في به راجع إلى ما أو إلى بعض ، وعبر بضائق دون ضيق لأن اسم الفاعل فيه معنى الحدوث والعروض والصفة المشبهة فيها معنى اللزوم { أَن يَقُولُواْ } أي : كراهة أن يقولوا ، أو مخافة أن يقولوا أو لئلا يقولوا { لَوْلاَ أُنُزِلَ عَلَيْهِ كَنز } أي : هلا أنزل عليه كنز : أي مال مكنوز مخزون ينتفع به { أَوْ جَاء مَعَهُ مَلَك } يصدّقه ويبين لنا صحة رسالته . ثم بيّن سبحانه أن حاله صلى الله عليه وسلم مقصور على النذارة ، فقال : { إِنَّمَا أَنتَ نَذِير } ليس عليك إلا الإنذار بما أوحي إليك ، وليس عليك حصول مطلوبهم وإيجاد مقترحاتهم { والله على كُلّ شَيْء وَكِيل } يحفظ ما يقولون ، وهو فاعل بهم ما يجب أن يفعل .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.