{ مَّثَلُ الذين كَفَرُواْ بِرَبّهِم أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ } قال سيبويه : مثل مرتفع على الابتداء ، والخبر مقدّر ، أي : فيما يتلى عليكم مثل الذين كفروا وبه قال الزجاج . وقال الفراء : التقدير { مثل } أعمال الذين كفروا فحذف المضاف . وروي عنه أنه قال بإلغاء مثل . والتقدير الذين كفروا بربهم أعمالهم كرماد . وقيل هو : أعني { مثل } مبتدأ وخبره { أعمالهم كرماد } على أن معناه الصفة ، فكأنه قال صفتهم العجيبة أعمالهم كرماد . والمعنى : أن أعمالهم باطلة غير مقبولة ، والرماد ما يبقى بعد احتراق الشيء ، ضرب الله سبحانه هذه الآية مثلاً لأعمال الكفار في أنه يمحقها كما تمحق الريح الشديدة الرماد في يوم عاصف ، ومعنى اشتدّت به الريح : حملته بشدّة وسرعة ، والعصف شدّة الريح ، وصف به زمانها مبالغة كما يقال : يوم حار ويوم بارد ، والبرد والحر فيهما لا منهما { لاَّ يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا على شَيء } أي : لا يقدر الكفار مما كسبوا من تلك الأعمال الباطلة على شيء منها ، ولا يرون له أثراً في الآخرة يجازون به ويثابون عليه ، بل جميع ما عملوه في الدنيا باطل ذاهب كذهاب الريح بالرماد عند شدة هبوبها . والإشارة بقوله : { ذلك } إلى ما دلّ عليه التمثيل أي : هذا البطلان لأعمالهم وذهاب أثرها { هُوَ الضلال البعيد } عن طريق الحقّ المخالف لمنهج الصواب ، لما كان هذا خسراناً لا يمكن تداركه سماه بعيداً .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.