لما ذكر سبحانه مثل أعمال الكفار ، وأنها كرماد اشتدّت به الريح ، ثم ذكر نعيم المؤمنين ، وما جازاهم الله به من إدخالهم الجنة خالدين فيها ، وتحية الملائكة لهم ذكر تعالى ها هنا مثلاً للكلمة الطيبة ، وهي كلمة الإسلام ، أي : لا إله إلاّ الله ، أو ما هو أعمّ من ذلك من كلمات الخير ، وذكر مثلاً للكلمة الخبيثة ، وهي كلمة الشرك ، أو ما هو أعم من ذلك من كلمات الشرّ ، فقال مخاطباً لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، أو مخاطباً لمن يصلح للخطاب : { أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ الله مَثَلاً } أي : اختار مثلاً وضعه في موضعه اللائق به ، وانتصاب { مثلاً } على أنه مفعول ضرب ، و{ كلمة } بدل منه ، ويجوز أن تنتصب الكلمة على أنها عطف بيان ل{ مثلاً } ، ويجوز أن تنتصب الكلمة بفعل مقدّر ، أي : جعل كلمة طيبة " كشجرة " طيبة ، وحكم بأنها مثلها ، ومحل { كشجرة } النصب على أنها صفة لكلمة ، أو الرفع على تقدير مبتدأ ، أي : هي كشجرة ، ويجوز أن تكون { كلمة } أوّل مفعولي { ضرب } ، وأخرت عن المفعول الثاني ، وهو { مثلاً } لئلا تبعد عن صفتها ، والأوّل أولى ، و { كلمة } وما بعدها تفسير للمثل ، ثم وصف الشجرة بقوله : { أَصْلُهَا ثَابِتٌ } أي : راسخ آمن من الانقلاع بسبب تمكنها من الأرض بعروقها { وفروعها فِي السماء } أي : أعلاها ذاهب إلى جهة السماء مرتفع في الهواء .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.