فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَكَانَ لَهُۥ ثَمَرٞ فَقَالَ لِصَٰحِبِهِۦ وَهُوَ يُحَاوِرُهُۥٓ أَنَا۠ أَكۡثَرُ مِنكَ مَالٗا وَأَعَزُّ نَفَرٗا} (34)

{ وَكَانَ لَهُ } أي : لصاحب الجنتين { ثَمَرٌ } قرأ أبو جعفر وشيبة وعاصم ويعقوب وابن أبي إسحاق { ثمر } بفتح الثاء والميم . وكذلك قرؤوا في قوله : { أُحِيطَ بِثَمَرِهِ } وقرأ أبو عمرو بضم الثاء وإسكان الميم فيهما . وقرأ الباقون بضمهما جميعاً في الموضعين . قال الجوهري : الثمرة واحدة الثمر ، وجمع الثمر : ثمار ، مثل : جبل وجبال . قال الفراء : وجمع الثمار : ثمر ، مثل : كتاب وكتب ، وجمع الثمر : أثمار ، مثل : عنق وأعناق ، وقيل : الثمر : جميع المال من الذهب والفضة والحيوان وغير ذلك ، وقيل : هو الذهب والفضة خالصة { فَقَالَ لصاحبه } أي : قال صاحب الجنتين الكافر لصاحبه المؤمن { وَهُوَ يحاوره } أي : والكافر يحاور المؤمن ، والمعنى : يراجعه الكلام ويجاوبه ، والمحاورة : المراجعة ، والتحاور التجاوب { أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالاً وَأَعَزُّ نَفَراً } النفر : الرهط ، وهو ما دون العشرة ، وأراد ها هنا الأتباع والخدم والأولاد .

/خ44