اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَكَانَ لَهُۥ ثَمَرٞ فَقَالَ لِصَٰحِبِهِۦ وَهُوَ يُحَاوِرُهُۥٓ أَنَا۠ أَكۡثَرُ مِنكَ مَالٗا وَأَعَزُّ نَفَرٗا} (34)

قوله : { وَكَانَ لَهُ } أي : لصاحب البستان .

قوله : { وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ } : قد تقدَّم الكلام فيه في الأنعام [ الأنعام : 99 ] ، وتقدَّم أنَّ " الثُّمُرَ " بالضمِّ المال ، فقال ابن عباس : جميع المال من ذهبٍ ، وفضةٍ ، وحيوانٍ ، وغير ذلك ، قال النابغة : [ البسيط ]

مَهْلاً فِداءً لَكَ الأقْوامُ كُلُّهمُ *** ومَا أثمِّرُ من مالٍ ومِنْ وَلدِ{[21056]}

وقال مجاهد : هو الذهبُ والفضَّة خاصة .

" فقال " يعني صاحب البستان " لصاحبه " أي المؤمن .

" وهو يُحَاوِرهُ " أي : يخاطبه وهذه جملة حاليَّة مبيِّنةٌ ؛ إذ لا يلزم من القول المحاورةُ ؛ إذ المحاورة مراجعة الكلام من حار ، أي : رجع ، قال تعالى : { إِنَّهُ ظَنَّ أَن لَّن يَحُورَ } [ الانشقاق : 14 ] . وقال امرؤ القيس : [ الطويل ]

ومَا المَرْءُ إلاَّ كالشِّهابِ وضَوْئهِ *** يَحُورُ رَماداً بَعْدَ إذْ هُوَ سَاطِعُ{[21057]}

ويجوز أن تكون حالاً من الفاعل ، أو من المفعول .

قوله : { أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالاً وَأَعَزُّ نَفَراً } .

والنَّفَرُ : العشيرة الذين يذبُّون عن الرجل ، وينفرون معه ، وقال قتادة : حشماً ، وخدماً{[21058]} .

وقال مقاتلٌ : ولداً تصديقه قوله : { أَنَاْ أَقَلَّ مِنكَ مَالاً وَوَلَداً }{[21059]} [ الكهف : 39 ] .


[21056]:تقدم.
[21057]:البيت ليس لامرئ القيس بل هو للبيد بن ربيعة، ينظر: ديوانه 88، الهمع 1/112، الدرر 1/83، الأشموني 1/229، الدر المصون 4/455.
[21058]:ذكره البغوي في "تفسيره" (3/162).
[21059]:ينظر: المصدر السابق.