فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَكَانَ لَهُۥ ثَمَرٞ فَقَالَ لِصَٰحِبِهِۦ وَهُوَ يُحَاوِرُهُۥٓ أَنَا۠ أَكۡثَرُ مِنكَ مَالٗا وَأَعَزُّ نَفَرٗا} (34)

{ وكان له } أي لأحدهما أو لصاحب الجنتين { ثمر } بفتح الثاء والميم وكذا قرأوا في قوله أحيط بثمره ، وقرئ ثمر بضم الثاء وإسكان الميم في الموضعين ، وبه قرأ ابن عباس وقال :هي أنواع المال .

قال الجوهري :الثمرة واحدة الثمر وجمع الثمر ثمار مثل جبل وجبال . قال الفراء : وجمع الثمار ثمر مثل كتاب وكتب ، وجمع الثمر{[1115]} أثمار مثل عنق وأعناق . انتهى . والثمرة مؤنث والجمع ثمرات مثل قصبة وقصبات ، والثمر هو الحمل الذي تخرجه الشجرة سواء أكل أو لا ، فيقال ثمر الأراك وثمر العوسج وثمر الدوم وهو المقل ، كما يقال ثمر النخل وثمر العنب .

قال الأزهري : أثمر الشجر أطلع ثمره أول ما يخرجه فهو مثمر ؛ومن هنا قيل لما لا نفع فيه ليس له ثمرة ؛وقيل الثمر جميع المال من الذهب والفضة والحيوان وغير ذلك ، سمي ثمرا لأنه يثمر ويزيد مأخوذ من ثمّر ماله بالتشديد إذا كثّره ، وقيل الثمر هو الذهب والفضة خاصة . قاله مجاهد .

{ فقال } الكافر { لصاحبه } المؤمن { وهو يحاوره } أي والكافر يحاور المؤمن والمعنى يراجعه الكلام ويجاوبه ، والمحاورة المراجعة والتحاور التجاوب وحاصل ما قاله من القول الشنيع ثلاث مقالات الأولى { أنا أكثر منك مالا وأعز نفرا } النفر الرهط وهو ما دون العشرة وأراد هاهنا الأتباع . والخدم والأولاد والعشيرة .


[1115]:هناك فرق بين ثمر وعنق لأن"ثمر" جمع ثمار وأما عنق فمفرد.