وجملة : { أُوْلَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ } استئناف لبيان الأجر ، والإشارة إلى من تقدّم ذكره ، وقيل : يجوز أن يكون { أولئك } خبر { إن الذين آمنوا } ، وتكون جملة : { إِنَّا لاَ نُضِيعُ } اعتراضاً ، ويجوز أن يكون { أولئك } خبراً بعد خبر ، وقد تقدّم الكلام { في جنات عدن } ، وفي كيفية جري الأنهار من تحتها { يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ } قال الزجاج : أساور جمع أسورة ، وأسورة جمع سوار ، وهي زينة تلبس في الزند من اليد وهي من زينة الملوك ، قيل : يحلى كل واحد منهم ثلاثة أسورة : واحد من فضة ، واحد من لؤلؤ ، وواحد من ذهب ، وظاهر الآية أنها جميعها من ذهب ، ويمكن أن يكون قول القائل هذا جمعاً بين الآيات لقوله سبحانه في آية أخرى : { أَسَاوِرَ مِن فِضَّةٍ } [ الإنسان : 21 ] ، ولقوله في آية أخرى : { وَلُؤْلُؤاً } [ الحج : 23 ] . و«من » في قوله : { مِنْ أَسَاوِرَ } للابتداء ، وفي { من ذهب } للبيان . وحكى الفراء " يحلون " بفتح الياء وسكون الحاء وفتح اللام ، يقال : حليت المرأة تحلى فهي حالية : إذا لبست الحليّ { وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مّن سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ } قال الكسائي : السندس : الرقيق ، واحده سندسة ، والإستبرق : ما ثخن وكذا قال المفسرون ، وقيل : الإستبرق : هو الديباج كما قال الشاعر :
وإستبرق الديباج طوراً لباسها *** . . .
وقيل : هو المنسوج بالذهب . قال القتيبي : هو فارسيّ معرّب . قال الجوهري : وتصغيره أبيرق ، وخصّ الأخضر لأنه الموافق للبصر ، ولكونه أحسن الألوان { متَّكِئِينَ فِيهَا على الأرائك } قال الزجاج : الأرائك : جمع أريكة ، وهي السرر في الحجال ، وقيل : هي أسرة من ذهب مكللة بالدرّ والياقوت ، وأصل اتكأ : او تكأ ، وأصل متكئين : موتكئين ، والاتكاء : التحامل على الشيء { نِعْمَ الثواب } ذلك الذي أثابهم الله به { وَحَسُنَتْ } تلك الأرائك { مُرْتَفَقًا } أي متكأً وقد تقدّم قريباً .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.