قوله : { واضرب لهُمْ مَثَلاً رَجُلَيْنِ } هذا المثل ضربه الله سبحانه لمن يتعزّز بالدنيا ويستنكف عن مجالسة الفقراء فهو على هذا متصل بقوله : { واصبر نَفْسَكَ } .
وقد اختلف في الرجلين هل هما مقدّران أو محققان ؟ فقال بالأوّل : بعض المفسرين . وقال بالآخر : بعض آخر . واختلفوا في تعيينهما ، فقيل : هما أخوان من بني إسرائيل ، وقيل : هما أخوان مخزوميان من أهل مكة : أحدهما مؤمن ، والآخر كافر ، وقيل : هما المذكوران في سورة الصافات في قوله : { قَالَ قَائِلٌ مّنْهُمْ إِنّي كَانَ لِي قَرِينٌ } [ الصافات : 51 ] . وانتصاب { مثلاً } و{ رجلين } على أنهما مفعولا { اضرب } ، قيل : والأوّل هو الثاني والثاني هو الأوّل { جَعَلْنَا لأحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ } هو الكافر ، و{ منْ أعناب } بيان لما في الجنتين أي : من كروم متنوعة { وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ } الحفّ : الإحاطة ، ومنه { حَافّينَ مِنْ حَوْلِ العرش } [ الزمر : 75 ] ويقال : حف القوم بفلان يحفون حفاً أي : أطافوا به ، فمعنى الآية : وجعلنا النخل مطيفاً بالجنتين من جميع جوانبهما { وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا } أي : بين الجنتين ، وهو وسطهما ، ليكون كل واحد منهما جامعاً للأقوات والفواكه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.