بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَكَانَ لَهُۥ ثَمَرٞ فَقَالَ لِصَٰحِبِهِۦ وَهُوَ يُحَاوِرُهُۥٓ أَنَا۠ أَكۡثَرُ مِنكَ مَالٗا وَأَعَزُّ نَفَرٗا} (34)

{ وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ } ؛ قرأ أبو عمرو { ثَمَرٌ } بضم الثاء وجزم الميم ، وقرأ الباقون غير عاصم بضم الثاء والميم ، ومعناهما واحد ، وقرأ عاصم بنصب الثاء والميم . فمن قرأ بالنصب ، فهو ما يخرج من الشجر ؛ ومن قرأ بالضم ، فهو المال . يقال : قد أثمر فلان مالاً ، ويقال : الثمر جمع ثمار ؛ ويقال : ثمرة وثمار ، وجمع الثمار ثمر . { فَقَالَ لصاحبه } ، يعني : قال الكافر للمؤمن { وَهُوَ يحاوره } ، أي يفاخره ويراجعه ، وذلك أن أخاه احتاج فأتاه يسأله منه شيئاً ، فلم يعطه شيئاً ، وعاتبه بدفع ماله ؛ وذلك قوله تعالى : { فَقَالَ لصاحبه وَهُوَ يُحَاوِرُهُ } : { أَنَاْ أَكْثَرُ مِنكَ مَالاً وَأَعَزُّ نَفَراً } ، يعني : وأكثر خدماً .