فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ سَيَجۡعَلُ لَهُمُ ٱلرَّحۡمَٰنُ وُدّٗا} (96)

ذكر سبحانه من أحوال المؤمنين بعض ما خصهم به بعد ذكره لقبائح الكافرين فقال : { إِنَّ الذين آمَنُوا وَعَمِلُوا الصالحات سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرحمن وُدّاً } أي حباً في قلوب عباده ، يجعله لهم من دون أن يطلبوه بالأسباب التي توجب ذلك ، كما يقذف في قلوب أعدائهم الرعب ، والسين في { سيجعل } للدلالة على أن ذلك لم يكن من قبل وأنه مجعول من بعد نزول الآية .

وقرئ «ودّاً » بكسر الواو ، والجمهور من السبعة وغيرهم على الضم . ثم ذكر سبحانه تعظيم القرآن خصوصاً هذه السورة لاشتمالها على التوحيد والنبوّة ، وبيان حال المعاندين فقال : { فَإِنَّمَا يسرناه بِلسَانِكَ } .

/خ98