وقوله : { وَإِذْ قَالَ إبراهيم } ستأتي الأحاديث الدالة على أن إبراهيم هو الذي حرّم مكة ، والأحاديث الدالة على أن الله حرّمها يوم خلق السموات والأرض ، والجمع بين هذه الأحاديث في هذا البحث . وقوله : { بَلَدًا آمِنًا } أي : مكة ، والمراد الدعاء لأهله من ذريته وغيرهم كقوله : { عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ } [ الحاقة : 21 ] أي : راض صاحبها . وقوله : { مَنْ ءامَنَ } بدل من قول أهلَه ، أي : ارزق من آمن من أهله دون من كفر . وقوله : { وَمَن كَفَرَ } الظاهر أن هذا من كلام الله سبحانه ردّاً على إبراهيم حيث طلب الرزق للمؤمنين دون غيرهم ، أي : وارزق من كفر ، فأمتعه بالرزق قليلاً ، ثم أضطره إلى عذاب النار ، ويحتمل أن يكون كلاماً مستقلاً بياناً لحال من كفر ، ويكون في حكم الإخبار عن حال الكافرين بهذه الجملة الشرطية ، أي : من كفر ، فإني أمتعه في هذه الدنيا بما يحتاجه من الرزق ، { ثُمَّ أَضْطَرُّهُ } بعد هذا التمتيع { إلى عَذَابِ النار } فأخبر سبحانه أنه لا ينال الكفرة من الخير إلا تمتيعهم في هذه الدنيا ، وليس لهم بعد ذلك إلا ما هو شرّ محض ، وهو عذاب النار ؛ وأما على قراءة من قرأ { فَأُمَتّعُهُ } بصيغة الأمر ، وكذلك قوله : { ثُمَّ أَضْطَرُّهُ } بصيغة الأمر فهي مبنية على أن ذلك من جملة كلام إبراهيم ، وأنه لما فرغ من الدعاء للمؤمنين دعا للكافرين بالإمتاع قليلاً ، ثم دعا عليهم بأن يضطرهم إلى عذاب النار . ومعنى : { أَضْطَرُّهُ } ألزمه حتى صيره مضطراً لذلك لا يجد عنه مخلصاً ، ولا منه متحوّلاً .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.