فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{قُلۡنَا ٱهۡبِطُواْ مِنۡهَا جَمِيعٗاۖ فَإِمَّا يَأۡتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدٗى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ} (38)

وأما قوله : { قُلْنَا اهبطوا } بعد قوله : { قُلْنَا اهبطوا } ، فكررّه للتوكيد والتغليظ . وقيل إنه لما تعلق به حكم غير الحكم الأوّل كرره ولا تزاحم بين المقتضيات . فقد يكون التكرير للأمرين معاً . وجواب الشرط في قوله : { فَإِمَّا يَاتِيَنَّكُم منّى هُدًى } هو الشرط الثاني مع جوابه قاله سيبويه . وقال الكسائي : إن جواب الشرط الأوّل والثاني قوله : { فَلاَ خَوْفٌ } واختلفوا في معنى الهدى المذكور فقيل : هو كتاب الله . وقيل : التوفيق للهداية . والخوف : هو الذعر ، ولا يكون إلا في المستقبل . وقرأ الزهري والحسن وعيسى بن عمار وابن أبي إسحاق ، ويعقوب «فلا خوف » بفتح الفاء والحزن ضد السرور . قال اليزيدي : حزنه لغة قريش ، وأحزنه لغة تميم . وقد قرىء بهما .

/خ39