فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{بَلَىٰۚ مَن كَسَبَ سَيِّئَةٗ وَأَحَٰطَتۡ بِهِۦ خَطِيٓـَٔتُهُۥ فَأُوْلَـٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ} (81)

وقوله : { بلى } إثبات بعد النفي : أي بلى تمسكم ، لا على الوجه الذي ذكرتم من كونه أياماً معدودة ، والسيئة : المراد بها الجنس هنا ، ومنه قوله تعالى { وَجَزَاء سَيّئَةٍ سَيّئَةٌ مثْلُهَا } [ الشورى : 40 ] { مَن يَعْمَلْ سُوءا يُجْزَ بِهِ } [ النساء : 123 ] ثم أوضح سبحانه أن مجرد كسب السيئة لا يوجب الخلود في النار ، بل لا بد أن تكون سيئة محيطة به . قيل : هي الشرك ، وقيل الكبيرة ، وتفسيرها بالشرك أولى ؛ لما ثبت في السنة تواتراً من خروج عصاة الموحدين من النار ، ويؤيد ذلك كونها نازلة في اليهود ، وإن كان الاعتبار بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ، وقد قرأ نافع " خطياته " بالجمع ، وقرأ الباقون بالإفراد ، وقد تقدم تفسير الخلود .

/خ81