فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{فَأۡتِيَاهُ فَقُولَآ إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ فَأَرۡسِلۡ مَعَنَا بَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ وَلَا تُعَذِّبۡهُمۡۖ قَدۡ جِئۡنَٰكَ بِـَٔايَةٖ مِّن رَّبِّكَۖ وَٱلسَّلَٰمُ عَلَىٰ مَنِ ٱتَّبَعَ ٱلۡهُدَىٰٓ} (47)

{ فَقُولا إِنَّا رَسُولاَ رَبّكَ } أرسلنا إليك { فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إسرائيل } أي خلّ عنهم وأطلقهم من الأسر { وَلاَ تُعَذّبْهُمْ } بالبقاء على ما كانوا عليه ، وقد كانوا عند فرعون في عذاب شديد : يذبح أبناءهم ، ويستحيي نساءهم ، ويكلفهم من العمل ما لا يطيقونه ، ثم أمرهما سبحانه أن يقولا لفرعون : { قَدْ جئناك بِآيَةٍ من رَبّكَ } قيل : هي العصا واليد . وقيل إن فرعون قال لهما : وما هي ؟ فأدخل موسى يده في جيب قميصه ، ثم أخرجها لها شعاع كشعاع الشمس ، فعجب فرعون من ذلك ، ولم يره موسى العصا إلا يوم الزينة { والسلام على مَنِ اتبع الهدى } أي السلامة . قال الزجاج : أي من اتبع الهدى سلم من سخط الله عزّ وجلّ ومن عذابه ، وليس بتحية ، قال : والدليل على ذلك أنه ليس بابتداء لقاء ولا خطاب . قال الفراء : السلام على من اتبع الهدى ، ولمن اتبع الهدى سواء .

/خ59