فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{لَهُمۡ فِيهَا زَفِيرٞ وَهُمۡ فِيهَا لَا يَسۡمَعُونَ} (100)

{ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ } أي لهؤلاء الذين وردوا النار ، والزفير صوت نفس المغموم ، والمراد هنا : الأنين والتنفس الشديد ، وقد تقدّم بيان هذا في هود { وَهُمْ فِيهَا لاَ يَسْمَعُونَ } أي لا يسمع بعضهم زفير بعض لشدّة الهول . وقيل : لا يسمعون شيئاً ، لأنهم يحشرون صماً كما قال سبحانه : { وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ القيامة على وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمّا } [ الإسراء : 97 ] . وإنما سلبوا السماع ، لأن فيه بعض تروّح وتأنس ، وقيل : لا يسمعون ما يسرهم ، بل يسمعون ما يسوؤهم .

/خ112