البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{لَهُمۡ فِيهَا زَفِيرٞ وَهُمۡ فِيهَا لَا يَسۡمَعُونَ} (100)

{ لهم فيها زفير } وهو صوت نفس المغموم يخرج من القلب ، والظاهر أن الزفير إنما يكون ممن تقوم به الحياة وهم العابدون والمعبودون ممن كان يدعي الإلهية كفرعون وكغلاة الإسماعيلية الذين كانوا ملوك مصر من بني عبيد الله أول ملوكهم ، ويجوز أن يجعل الله للأصنام التي عبدت حياة فيكون لها زفير .

وقال الزمخشري : إذا كانوا هم وأصنامهم في قرن واحد جاز أن يقال لهم فيها إن لم يكن الزافرين إلاّ وهم فيها { لا يسمعون } وروي عن ابن مسعود أنهم يجعلون في توابيت من نار فلا يسمعون وقال تعالى { ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عمياً وبكماً وصماً } وفي سماع الأشياء روح فمنع الله الكفار ذلك في النار .

وقيل { لا يسمعون } ما يسرهم من كلام الزبانية .