تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{لَهُمۡ فِيهَا زَفِيرٞ وَهُمۡ فِيهَا لَا يَسۡمَعُونَ} (100)

الآية 100 : وقوله تعالى : { لهم فيها زفير } [ قيل : الزفير هو الصوت الخفيض الذي فيه أنين ] {[12829]} قيل : الزفير هو الصوت الرفيع الذي [ فيه أنين ] {[12830]} وقيل : الشهيق هو أول نهيق الحمار ، والزفير هو آخر نهيقه .

وقوله تعالى : { وهم فيها لا يسمعون } قيل : لا يسمعون الخير ، ويسمعون غيره . وقال بعضهم : { لا يسمعون } لأنهم يكونون صما وبكما وعميا في النار كقوله : { ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميا وبكما وصما } [ الإسراء : 97 ] .

وقال القتبي : { وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون } [ الأنبياء : 95 ] أي حرام عليهم أن يرجعوا ، ويقال : واجب ، وقال : هو حرم وحرام واحد كما قال : { وهم من كل حدب ينسلون } أي من كل نشز من الأرض وأكمة ينسلون من النسلان ، وهو مقاربة الخطو من الإسراع كمشي الذئب إذا بادر .

قال أبو عوسجة : الحدب ما ارتفع من الأرض ، الواحدة حدبة { ينسلون } أي يجيئون .


[12829]:من م، ساقطة من الأصل.
[12830]:ساقطة من الأصل و م.