فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{لَهُمۡ فِيهَا زَفِيرٞ وَهُمۡ فِيهَا لَا يَسۡمَعُونَ} (100)

{ لهم } أي لهؤلاء الذين وردوا النار { فيها زفير } وهو صوت نفس المغموم ، والمراد هنا الأنين والبكاء والتنفس الشديد والعويل . وقد تقدم بيان هذا في هود { وهم فيها لا يسمعون } أي لا يسمع بعضهم زفير بعض لشدة الهول . وقال ابن مسعود في الآية : إذا بقي في النار من يخلد فيها جعلوا في توابيت من نار ، ثم جعلت تلك التوابيت في توابيت أخر ، ثم تلك التوابيت في توابيت أخر عليها مسامير من نار ، فلا يسمعون شيئا ولا يرى أحد منهم أن في النار أحد يعذب غيره .

وقيل لا يسمعون شيئا لأنهم يحشرون صما ، كما قال سبحانه : { ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميا وبكما وصما } وإنما سلبوا السماع لأن فيه بعض تروّح وتأنس . وقيل لا يسمعون ما يسرهم ، بل يسمعون ما يسوؤهم ،