فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{فَمَن يَعۡمَلۡ مِنَ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ وَهُوَ مُؤۡمِنٞ فَلَا كُفۡرَانَ لِسَعۡيِهِۦ وَإِنَّا لَهُۥ كَٰتِبُونَ} (94)

{ فَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصالحات } أي من يعمل بعض الأعمال الصالحة ، لا كلها ، إذ لا يطيق ذلك أحد { وَهُوَ مُؤْمِنٌ } بالله ورسله واليوم الآخر { فَلاَ كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ } أي لا جحود لعمله ، ولا تضييع لجزائه ، والكفر ضدّ الإيمان ، والكفر أيضاً جحود النعمة وهو ضدّ الشكر ، يقال : كفر كفوراً وكفراناً ، وفي قراءة ابن مسعود : «فلا كفر لسعيه » . { وَإِنَّا لَهُ كاتبون } أي لسعيه حافظون ، ومثله قوله سبحانه : { أَنّى لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مّنْكُمْ مّن ذَكَرٍ أَوْ أنثى } [ آل عمران : 195 ] .

/خ97