ثم لما ذكر سبحانه الأنبياء بيّن أنهم كلهم مجتمعون على التوحيد فقال : { إِنَّ هذه أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً } والأمة : [ الدّين ] كما قال ابن قتيبة ، ومنه : { إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا على أمة } [ الزخرف : 22 ] أي على دين ، كأنه قال : إن هذا دينكم دين واحد لا خلاف بين الأمم المختلفة في التوحيد ، ولا يخرج عن ذلك إلا الكفرة المشركون بالله ، وقيل : المعنى إن هذه الشريعة التي بينتها لكم في كتابكم شريعة واحدة ، وقيل : المعنى إن هذه ملتكم ملة واحدة ، وهي ملة الإسلام . وانتصاب { أمة واحدة } على الحال ، أي متفقة غير مختلفة ، وقرئ : «إن هذه أمتكم » بنصب أمتكم على البدل من " اسم " إنّ والخبر أمة واحدة . وقرئ برفع { أمتكم } ورفع { أمة } على أنهما خبران ؛ وقيل : على إضمار مبتدأ أي : هي أمة واحدة . وقرأ الجمهور برفع ( أمتكم ) على أنه الخبر ونصب ( أمة ) على الحال كما قدّمنا . وقال الفراء والزجاج : على القطع بسبب مجيء النكرة بعد تمام الكلام { وَأَنَا رَبُّكُمْ فاعبدون } خاصة ، لا تعبدوا غيري كائناً ما كان .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.