تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{فَمَن يَعۡمَلۡ مِنَ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ وَهُوَ مُؤۡمِنٞ فَلَا كُفۡرَانَ لِسَعۡيِهِۦ وَإِنَّا لَهُۥ كَٰتِبُونَ} (94)

الآية 94 : وقوله تعالى : { فمن يعمل من الصالحات وهو مؤمن } فيه دلالة ألا يقبل من العمال الصالحات إلا بالإيمان لأنه شرط في قبولها الإيمان بقوله{[12806]} : { وهو مؤمن فلا كفران لسعيه } [ أي يشكر ] {[12807]} سعيه ، ويقبل ، ولا يجحد ، ولا يكفر كقوله : { وما يفعلوا من خير فلن يكفروه } [ آل عمران : 115 ] [ بالياء والتاء : { فلن يكفروه } ]{[12808]} .

وأصل الكفران الستر ، والشكر هو الإظهار . ويخبر عز وجل أنه لا يستر ما عملوا من الحسنات والخيرات ، بل يشكر ، ويظهر .

وقوله تعالى : { وإنا له كاتبون } أي يكتب لهم تلك الحسنات والخيرات كقوله : { واكتب لنا في هذه الدنيا حسنة وفي الآخرة } [ الأعراف : 156 ] .


[12806]:في الأصل و م: كقوله.
[12807]:من م، في الأصل: والشكر.
[12808]:من م، انظر معجم القراءات القرآنية 2/59.