الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{فَمَن يَعۡمَلۡ مِنَ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ وَهُوَ مُؤۡمِنٞ فَلَا كُفۡرَانَ لِسَعۡيِهِۦ وَإِنَّا لَهُۥ كَٰتِبُونَ} (94)

قال ابن زيد : ( وتقطعوا أمرهم ) أي : اختلفوا في الدين . ثم قال : { فمن يعمل من الصالحات وهو مومن }[ 93 ] . /

أي : فمن يعمل{[46345]} من هؤلاء الذين تفرقوا في دينهم بما أمره الله ، وهو مقر{[46346]} بتوحيد الله . { فلا كفران لسعيه }[ 93 ] .

أي : فإن الله يشكر عمله الذي عمل ويثيبه عليه في الآخرة{[46347]} .

ومعناه : إذا لم يكفر بنبي بعث إليه{[46348]} ولا بمن قبله من الأنبياء ولا بكتاب نبيه ولا بكتاب من تقدم من الأنبياء . ف( من ) للتبعيض{[46349]} . أي : من يعمل شيئا من الصالحات وهو مؤمن .

وقيل : ( من ) زائدة . والأول أحسن . إذ لا يحكم على الزيادة إلا بدليل ظاهر . ولا دليل يدل على ذلك . وأيضا : فإن في تقدير زيادة ( من ) تكليف غاية العمل . وهذا لا يقدر عليه ولا يكلف الله نفسا فوق طاقتها ، فمن ذا الذي يقدر على عمل الصالحات كلها ؟

ثم قال تعالى : { وإنا له كاتبون }[ 93 ] .

أي : نكتب أعماله الصالحة لنجزيه على صغيرها وكبيرها . ومعنى كتبت : جمعت .


[46345]:انظر: جامع البيان 7/85 والدر المنثور 4/335 وفتح القدير 3/427.
[46346]:يعمل سقطت من ز.
[46347]:ز: مؤمن.
[46348]:إليه سقطت من ز.
[46349]:انظر: تفسير القرطبي 11/339.