فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{فَمَن يَعۡمَلۡ مِنَ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ وَهُوَ مُؤۡمِنٞ فَلَا كُفۡرَانَ لِسَعۡيِهِۦ وَإِنَّا لَهُۥ كَٰتِبُونَ} (94)

{ فمن يعمل من الصالحات } أي بعض الأعمال الصالحة كالفرائض والنوافل لا كلها ، إذ لا يطيق ذلك أحد وقيل { من } زائدة { وهو مؤمن } بالله ورسله واليوم الآخر { فلا كفران لسعيه } أي لا جحود لعمله ولا بطلان لثوابه ولا تضييع لجزائه ؛ بل يشكر ويثاب عليه .

والمراد نفي الجنس للمبالغة لأن نفي الماهية يستلزم نفي جميع أفرادها ، والكفر ضد الإيمان ، والكفر أيضا جحود النعمة وهو ضد الشكر ، يقال كفر كفورا ، وكفرانا . وفي قراءة ابن مسعود فلا كفر لسعيه { وإنا له } أي لسعيه { كاتبون } أي حافظون ، بأن نأمر الحفظة بكتبه فنجازيه عليه ، ومثله قوله سبحانه { إني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى } .