ثم أشار سبحانه إلى قصة عيسى إجمالاً فقال : { وَجَعَلْنَا ابن مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً } أي علامة تدلّ على عظيم قدرتنا ، وبديع صنعنا ، وقد تقدّم الكلام على هذا في آخر سورة الأنبياء في تفسير قوله سبحانه : { وجعلناها وابنها آيَةً للعالمين } [ الأنبياء : 91 ] . ومعنى قوله : { وآويناهما إلى ربوة } إلى مكان مرتفع ، أي جعلناهما يأويان إليها . قيل : هي أرض دمشق ، وبه قال عبد الله بن سلام وسعيد بن المسيب ومقاتل . وقيل : بيت المقدس ، قاله قتادة وكعب وقيل : أرض فلسطين ، قاله السديّ . { ذَاتِ قَرَارٍ } أي ذات مستقرّ يستقرّ عليه ساكنوه { وَمَعِينٍ } أي وماء معين . قال الزجاج : هو الماء الجاري في العيون ، فالميم على هذا زائدة كزيادتها في منبع . وقيل : هو فعيل بمعنى مفعول . قال عليّ بن سليمان الأخفش : معن الماء : إذا جرى فهو معين وممعون وكذا قال ابن الأعرابي : وقيل : هو مأخوذ من الماعون ، وهو النفع . وبمثل ما قال الزجاج قال الفرّاء .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.