فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{أَرَءَيۡتَ مَنِ ٱتَّخَذَ إِلَٰهَهُۥ هَوَىٰهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيۡهِ وَكِيلًا} (43)

ثم بين لهم سبحانه أنه لا تمسك لهم فيما ذهبوا إليه سوى التقليد واتباع الهوى ، فقال معجباً لرسول الله صلى الله عليه وسلم { أَرَأَيْتَ مَنِ اتخذ إلهه هَوَاهُ } قدّم المفعول الثاني للعناية كما تقول : علمت منطلقاً زيدا :ً أي أطاع هواه طاعة كطاعة الإله : أي انظر إليه يا محمد ، وتعجب منه . قال الحسن : معنى الآية لا يهوى شيئاً إلاّ اتبعه { أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً } الاستفهام للإنكار والاستبعاد : أي أفأنت تكون عليه حفيظاً وكفيلاً حتى تردّه إلى الإيمان ، وتخرجه من الكفر ، ولست تقدر على ذلك ولا تطيقه ، فليست الهداية والضلالة موكولتين إلى مشيئتك ، وإنما عليك البلاغ . وقد قيل إن هذه الآية منسوخة بآية القتال .

/خ44