ثم انتقل سبحانه من الإنكار الأول إلى إنكار آخر ، فقال : { أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ } أي أتحسب أن أكثرهم يسمعون ما تتلو عليهم من آيات القرآن ، ومن المواعظ ؟ أو يعقلون معاني ذلك ، ويفهمونه حتى تعتني بشأنهم ، وتطمع في إيمانهم ، وليسوا كذلك ، بل هم بمنزلة من لا يسمع ولا يعقل .
ثم بين سبحانه حالهم ، وقطع مادّة الطمع فيهم ، فقال : { إِنْ هُمْ إِلاَّ كالأنعام } أي ما هم في الانتفاع بما يسمعونه إلاّ كالبهائم التي هي مسلوبة الفهم والعقل فلا تطمع فيهم ، فإن فائدة السمع والعقل مفقودة ، وإن كانوا يسمعون ما يقال لهم ويعقلون ما يتلى عليهم ، ولكنهم لما لم ينتفعوا بذلك كانوا كالفاقد له . ثم أضرب سبحانه عن الحكم عليهم بأنهم كالأنعام إلى ما هو فوق ذلك ، فقال : { بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً } أي أضل من الأنعام طريقاً . قال مقاتل : البهائم تعرف ربها ، وتهتدي إلى مراعيها ، وتنقاد لأربابها ، وهؤلاء لا ينقادون ، ولا يعرفون ربهم الذي خلقهم ورزقهم . وقيل إنما كانوا أضلّ من الأنعام ، لأنه لا حساب عليها ، ولا عقاب لها ، وقيل إنما كانوا أضلّ ؛ لأن البهائم إذا لم تعقل صحة التوحيد والنبوة لم تعتقد بطلان ذلك ، بخلاف هؤلاء فإنهم اعتقدوا البطلان عناداً ومكابرة وتعصباً وغمطاً للحق .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.