فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَإِذَا رَأَوۡكَ إِن يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُوًا أَهَٰذَا ٱلَّذِي بَعَثَ ٱللَّهُ رَسُولًا} (41)

{ وَإِذَا رَأَوْكَ إِن يَتَّخِذُونَكَ إِلاَّ هُزُؤاً } أي ما يتخذونك إلاّ هزؤا :ً أي مهزوءاً بك ، قصر معاملتهم له على اتخاذهم إياه هزواً ، فجواب «إذا » هو { إِن يَتَّخِذُونَكَ } وقيل الجواب محذوف وهو قالوا { أهذا الذي } ، وعلى هذا فتكون جملة { إِن يَتَّخِذُونَكَ إِلاَّ هزؤا } معترضة ، والأوّل أولى . وتكون جملة { أهذا الذي بَعَثَ الله رَسُولاً } في محل نصب على الحال بتقدير القول : أي قائلين أهذا إلخ ، وفي اسم الإشارة دلالة على استحقارهم له وتهكمهم به ، والعائد محذوف : أي بعثه الله وانتصاب { رسولاً } على الحال : أي مرسلاً ، واسم الإشارة مبتدأ ، وخبره الموصول ، وصلته .

/خ44