فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَمَا جَعَلَهُ ٱللَّهُ إِلَّا بُشۡرَىٰ لَكُمۡ وَلِتَطۡمَئِنَّ قُلُوبُكُم بِهِۦۗ وَمَا ٱلنَّصۡرُ إِلَّا مِنۡ عِندِ ٱللَّهِ ٱلۡعَزِيزِ ٱلۡحَكِيمِ} (126)

قوله : { وَمَا جَعَلَهُ الله إِلاَّ بشرى لَكُمْ } كلام مبتدأ غير داخل في مقول القول ، والضمير في قوله : { جعله } للإمداد المدلول عليه بالفعل ، أو للتسويم ، أو للإنزال ، ورجح الأوّل الزجاج ، وصاحب الكشاف . وقوله : { إِلاَّ بشرى } استثناء مفرّغ من أعم العام ، والبشرى اسم من البشارة ، أي : إلا لتبشروا بأنكم تنصرون ، ولتطمئن قلوبكم به ، أي : بالإمداد ، واللام لام كي ، جعل الله ذلك الإمداد بشرى بالنصر ، وطمأنينة للقلوب ، وفي قصر الإمداد عليهما إشارة إلى عدم مباشرة الملائكة للقتال يومئذ { وَمَا النصر إِلاَّ مِنْ عِندِ الله } لا من عند غيره ، فلا تنفع كثرة المقاتلة ، ووجود العدة .

/خ129