غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَمَا جَعَلَهُ ٱللَّهُ إِلَّا بُشۡرَىٰ لَكُمۡ وَلِتَطۡمَئِنَّ قُلُوبُكُم بِهِۦۗ وَمَا ٱلنَّصۡرُ إِلَّا مِنۡ عِندِ ٱللَّهِ ٱلۡعَزِيزِ ٱلۡحَكِيمِ} (126)

121

{ وما جعله الله } الضمير عائد إلى المدد أو الإمداد الدال عليه الفعل . وقال الزجاج : وما جعل الله ذكر المدد إلا بشرى وهي اسم من البشارة أي إلا لتبشروا بأنكم تنصرون { ولتطمئن قلوبكم به } كما كانت السكينة لبني إسرائيل بشارة بالنصر وطمأنينة لقلوبهم .

{ وما النصر إلا من عند الله } لا من المقاتلة إذا تكاثروا ، ولا من عند الملائكة والسكينة . ولكن ذلك مما يقوي به الله رجاء النصرة ويربط به على قلوب المجاهدين . ويفه تنبيه على أن إيمان العبد لا يكمل إلا عند الإعراض عن الأسباب والإقبال بالكلية على مسببها . وقوله : { العزيز } إشارة إلى كمال قدرته و { الحكيم } إشارة إلى كمال علمه فلا يخفى عليه حاجات العباد ولا يعجز عن أنجاحها

/خ129