الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَمَا جَعَلَهُ ٱللَّهُ إِلَّا بُشۡرَىٰ لَكُمۡ وَلِتَطۡمَئِنَّ قُلُوبُكُم بِهِۦۗ وَمَا ٱلنَّصۡرُ إِلَّا مِنۡ عِندِ ٱللَّهِ ٱلۡعَزِيزِ ٱلۡحَكِيمِ} (126)

قوله : ( وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلاَّ بُشْرَى لَكُمْ ) الآية [ 126 ] .

أي : ما جعل الله النصر والمدد والوعد بذلك إلا بشرى لكم ولتسكن إليه قلوبكم .

وقال مجاهد : لم يقاتلوا معهم يوم أحد ، ولا قبله ولا بعده إلا في يوم بدر( {[10806]} ) .

( وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ) [ 126 ] . قال ابن زيد : لو شاء أن ينصركم بغير الملائكة فعل لأنه عزيز في انتقامه حكيم في تدبيره( {[10807]} ) .

فالهاء في ( جَعَلَهُ ) تعود على الإمداد ، ودل عليه ( يُمْدِدْكُمْ ) وقيل : تعود على المدد ، وهم الملائكة لدلالة يمددكم على الملائكة الذين يُمَدُّ المسلمون( {[10808]} ) بهم( {[10809]} ) ، وقيل : تعود على التسويم .

وقيل : تعود على الإنزال لدلالة [ منزلين ] على ذلك .

وقيل : تعود على العدد لأن خمسة آلاف عدد ، فرجعت الهاء على المعنى .


[10806]:- انظر: المصدر السابق.
[10807]:- انظر: جامع البيان 4/84 والدر المنثور 2/311.
[10808]:- (أ) (ج): المسلمين على أنها مفعول ليمد ويكون الفاعل اسم الجلالة ولم يتقدم له ذكر وفي (ب) يُمَدُّ بالبناء للمجهول وهو الصواب.
[10809]:- عن معاني الزجاج 1/467.