فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَلَئِن قُتِلۡتُمۡ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ أَوۡ مُتُّمۡ لَمَغۡفِرَةٞ مِّنَ ٱللَّهِ وَرَحۡمَةٌ خَيۡرٞ مِّمَّا يَجۡمَعُونَ} (157)

واللام في قوله : { وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ } موطئة . وقوله : { لَمَغْفِرَةٌ } جواب القسم سادّ مسدّ جواب الشرط ، والمعنى : أن السفر ، والغزو ليسا مما يجلب الموت ، ولئن وقع ذلك بأمر الله سبحانه : { لَمَغْفِرَةٌ منَ الله وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ ممَّا يَجْمَعُونَ } أي : الكفرة من منافع الدنيا ، وطيباتها مدّة أعمارهم على قراءة من قرأ بالياء التحتية ، أو خير مما تجمعون أيها المسلمون من الدنيا ، ومنافعها على قراءة من قرأ بالفوقية . والمقصود في الآية : بيان مزية القتل ، أو الموت في سبيل الله ، وزيادة تأثيرهما في استجلاب المغفرة ، والرحمة .

/خ164