قوله : { لاَ تَكُونُوا كالذين كَفَرُوا } هم المنافقون الذين قالوا : { لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا ها هنا } . قوله : { وَقَالُوا لإخوانهم } في النفاق ، أو في النسب ، أي : قالوا لأجلهم : { إِذَا ضَرَبُوا فِي الأرض } إذا ساروا فيها للتجارة ، أو نحوها ، قيل : " إن " " إذا " هنا المفيدة لمعنى الاستقبال ، بمعنى " إذا " المفيدة لمعنى المضيّ . وقيل : هي على معناها ، والمراد هنا : حكاية الحال الماضية . وقال الزجاج : " إذا " هنا تنوب عن ما مضى من الزمان ، وما يستقبل { لوْ كَانُوا غُزًّى } جمع غاز كراكع وركع ، وغائب وغيب ، قال الشاعر :
قل للقوافل والغزى إذا غزوا *** . . .
{ لِيَجْعَلَ الله ذلك حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ } اللام متعلقة بقوله : { قَالُوا } أي : قالوا ذلك ، واعتقدوه ؛ ليكون حسرة في قلوبهم . والمراد : أنه صار ظنهم أنهم لو لم يخرجوا ما قتلوا حسرة ، أو متعلقة بقوله : { لاَ تَكُونُوا } أي : لا تكونوا مثلهم في اعتقاد ذلك ؛ ليجعله الله حسرة في قلوبهم ، فقط دون قلوبكم . وقيل : المعنى لا تلتفتوا إليهم ؛ ليجعل الله عدم التفاتكم إليهم حسرة في قلوبهم ، وقيل المراد : حسرة في قلوبهم يوم القيامة لما فيه من الخزي ، والندامة : { والله يُحْيىِ وَيُمِيتُ } فيه ردّ على قولهم ، أي : ذلك بيد الله سبحانه يصنع ما يشاء ، ويحكم ما يريد ، فيحيي من يريد ، ويميت من يريد من غير أن يكون للسفر ، أو الغزو أثر في ذلك .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.