قوله : { وَمُصَدّقًا } عطف على قوله : { وَرَسُولاً } وقيل : المعنى : وجئتكم مصدّقاً . قوله : { وَلأِحِلَّ } أي : ولأجل أن أحلّ ، أي : جئتكم بآية من ربكم ، وجئتكم لأحلّ لكم بعض الذي حرّم عليكم من الأطعمة في التوراة ، كالشحوم ، وكل ذي ظفر ، وقيل : إنما أحلّ لهم ما حرّمته عليهم الأحبار ، ولم تحرّمه التوراة . وقال أبو عبيدة : يجوز أن يكون { بعض } بمعنى كلّ ، وأنشد :
تَرّاكُ أمكنَةٍ إذَا لم أرْضها *** أو يرْتِبَطْ بعضَ النفوسِ حِمامُها
قال القرطبي : وهذا القول غلط عند أهل النظر من أهل اللغة ؛ لأن البعض ، والجزء لا يكونان بمعنى الكل ، ولأن عيسى لم يحلل لهم جميع ما حرّمته عليهم التوراة ، فإنه لم يحلل القتل ، ولا السرقة ، ولا الفاحشة ، وغير ذلك من المحرّمات الثابتة في الإنجيل مع كونها ثابتة في التوراة ، وهي : كثيرة يعرف ذلك من يعرف الكتابين ، ولكنه قد يقع البعض موقع الكل مع القرينة ، كقول الشاعر :
أبَا مُنْذِرٍ أفْنَيتَ فاستبق بَعْضنَا *** حَنَانيك بعضُ الشَّرِ أهوَنُ مِن بَعْضِ
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.