{ تتجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ المضاجع } أي ترتفع وتنبو ، يقال : جفى الشيء عن الشيء ، وتجافى عنه : إذا لم يلزمه ونبا عنه ، والمضاجع جمع المضجع ، وهو الموضع الذي يضطجع فيه . قال الزجاج والرماني : التجافي والتجفي إلى جهة فوق ، وكذلك هو في الصفح عن المخطىء في سبّ ونحوه .
والجنوب جمع جنب ، والجملة في محل نصب على الحال ، أي متجافية جنوبهم عن مضاجعهم ، وهم المتهجدون في الليل الذين يقومون للصلاة عن الفراش ، وبه قال الحسن ومجاهد وعطاء والجمهور .
والمراد بالصلاة : صلاة التنفل بالليل من غير تقييد . وقال قتادة وعكرمة : هو التنفل ما بين المغرب والعشاء . وقيل : صلاة العشاء فقط ، وهو رواية عن الحسن وعطاء . وقال الضحاك : صلاة العشاء والصبح في جماعة . وقيل : هم الذين يقومون لذكر الله سواء كان في صلاة أو غيرها { يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً } هذه الجملة في محل نصب على الحال أيضاً من الضمير الذي في جنوبهم ، فهي حال بعد حال ، ويجوز أن تكون الجملة الأولى مستأنفة لبيان نوع من أنواع طاعاتهم ، والمعنى : تتجافى جنوبهم حال كونهم داعين ربهم خوفاً من عذابه وطمعاً في رحمته { وَمِمَّا رزقناهم يُنفِقُونَ } أي من الذي رزقناهم أو من رزقهم ، وذلك الصدقة الواجبة . وقيل : صدقة النفل ، والأولى الحمل على العموم . وانتصاب { خوفاً } و { طمعاً } على العلة ، ويجوز أن يكونا مصدرين منتصبين بمقدّر .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.