وقوله : { الذين يَتَّخِذُونَ الكافرين أَوْلِيَاء } وصف للمنافقين ، أو منصوب على الذمّ ، أي : يجعلون الكفار أولياء لهم يوالونهم على كفرهم ، ويمالئونهم على ضلالهم . وقوله : { مِن دُونِ المؤمنين } في محل نصب على الحال ، أي : يوالون الكافرين متجاوزين ولاية المؤمنين { أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ العزة } هذا الاستفهام للتقريع والتوبيخ ، والجملة معترضة . قوله : { فَإِنَّ العزة للَّهِ جَمِيعاً } هذه الجملة تعليل لما تقدّم من توبيخهم بابتغاء العزّة عند الكافرين ، وجميع أنواع العزّة ، وأفرادها مختص بالله سبحانه ، وما كان منها مع غيره ، فهو من فيض ، وتفضله كما في قوله : { وَلِلَّهِ العزة وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ } [ المنافقون : 8 ] والعزة : الغلبة . يقال عزّه يعزّه عزّا : إذا غلبه : { وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِى الكتاب } الخطاب لجميع من أظهر الإيمان من مؤمن ومنافق ؛ لأن من أظهر الإيمان ، فقد لزمه أن يمتثل ما أنزله الله ؛ وقيل إنه خطاب للمنافقين فقط كما يفيده التشديد والتوبيخ . وقرأ عاصم ، ويعقوب : { نزل } بفتح النون والزاي وتشديدها ، وفاعله ضمير راجع إلى اسم الله تعالى في قوله : { فَإِنَّ العزة للَّهِ جَمِيعاً } . وقرأ حميد بتخفيف الزاي مفتوحة مع فتح النون ، وقرأ الباقون بضم النون مع كسر الزاي مشدّدة على البناء للمجهول .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.