قوله : { مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذلك } المذبذب المتردد بين أمرين ، والذبذبة الاضطراب ، يقال ذبذبه فتذبذب ، ومنه قول النابغة :
ألم تر أن الله أعطاك سورة *** ترى كل ملك دونها يتذبذب
قال ابن جني : المذبذب القلق الذي لا يثبت على حال ، فهؤلاء المنافقون متردّدون بين المؤمنين ، والمشركين ، لا مخلصين الإيمان ، ولا مصرّحين بالكفر . قال في الكشاف : وحقيقة المذبذب الذي يذبّ عن كلا الجانبين ، أي : يذاد ، ويدفع فلا يقرّ في جانب واحد ، كما يقال : فلان يرمى به الرجوان ، إلا أن الذبذبة فيها تكرير ليس في الذبّ ؛ كأن المعنى : كلما مال إلى جانب ذبّ عنه . انتهى . وقرأ الجمهور بضم الميم وفتح الذالين . وقرأ ابن عباس بكسر الذال الثانية ، وفي حرف أبي «متذبذبين » وقرأ الحسن بفتح الميم والذالين ، وانتصاب { مذبذبين } إما على الحال ، أو على الذمّ ، والإشارة بقوله { بين ذلك } إلى الإيمان والكفر . قوله : { لاَ إلى هَؤُلاء وَلاَ إِلَى هَؤُلاء } أي : لا منسوبين إلى المؤمنين ولا إلى الكافرين ، ومحل الجملة النصب على الحال ، أو على البدل من مذبذبين ، أو على التفسير له { وَمَن يُضْلِلِ الله } أي : يخذله ، ويسلبه التوفيق { فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً } أي : طريقاً يوصله إلى الحق .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.