الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{مُّذَبۡذَبِينَ بَيۡنَ ذَٰلِكَ لَآ إِلَىٰ هَـٰٓؤُلَآءِ وَلَآ إِلَىٰ هَـٰٓؤُلَآءِۚ وَمَن يُضۡلِلِ ٱللَّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُۥ سَبِيلٗا} (143)

قوله : ( مُّذَبْذَبِينَ ) أي : متحيرين في دينهم مضطربين ، وأصل التذبذب التحرك والاضطراب ، فهم يتحيرون في دينهم لا مع المؤمنين على بصيرة ، ولا مع المشركين على جهالة ، فهم حيارى( {[13888]} ) .

قال النبي صلى الله عليه وسلم : " مثل المنافق مثل الشاة العائرة( {[13889]} ) بين الغنمين تعير إلى هذه مرة ، وإلى هذه مرة ولا تدري لأيهما تتبع( {[13890]} ) .

قال قتادة : ليسوا بمؤمنين مخلصين ، ولا مشركين مصرحين .

وقيل : إلى المؤمنين ولا [ إلى ] أهل( {[13891]} ) الكتاب( {[13892]} ) .

( وَمَنْ يُّضْلِلِ اللَّهُ ) أي : ومن يخذله( {[13893]} ) الله ( فَلَنْ تَجِدَ لَهُ ) يا محمد ( سَبِيلاً ) أي : طريقاً يسلكه إلى الحق .


[13888]:- انظر: هذا التوجيه في: القطع 283.
[13889]:- الشاة العائرة هي المترددة بين قطيعين، لا تدري أيهما تتبع، وقوله تعير إلى هذه المرة أي: تذهب في ترددها مرة إلى هذا ومرة إلى هذا. انظر: اللسان: عير 4/630.
[13890]:- (ج): تعيد والحديث خرجه مسلم في كتاب صفة المنافقين 8/125، والنسائي في كتاب الإيمان 8/124، والحميدي في مسند عمر 2/302، وأحمد في المسند (4835 و5353 و5528 و6016).
[13891]:- ساقط من (أ).
[13892]:- انظر: جامع البيان 5/336.
[13893]:- (ج) و(د): يخذل له الله.