فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{مُّذَبۡذَبِينَ بَيۡنَ ذَٰلِكَ لَآ إِلَىٰ هَـٰٓؤُلَآءِ وَلَآ إِلَىٰ هَـٰٓؤُلَآءِۚ وَمَن يُضۡلِلِ ٱللَّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُۥ سَبِيلٗا} (143)

{ مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء } يعيش المنافقون محيرين بين الإيمان والكفر ، فلا هم مع المؤمنين ظاهرا وباطنا ، ولا مع الكافرين ظاهرا وباطنا ، بل ظواهرهم مع المؤمنين ، وبواطنهم مع الكافرين ، ومنهم من يغريه الشك ، فتارة يميل إلى هؤلاء ، وتارة يميل إلى أولئك ، . . . . { ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا } أي : ومن صرفه عن طريق الهدى( . . فلن تجد له وليا مرشدا ) ( {[1579]} ) ، فإنه( من يضلل الله فلا هادي له . . ) ( {[1580]} ) ، والمنافقون الذين أضلهم عن سبيل النجاة فلا هادي لهم ، ولا منقذ لهم مما هم فيه ، فإنه تعالى لا معقب لحكمه ، ولا يسأل عما يفعل وهم يسألون- ( {[1581]} ) .


[1579]:سورة الكهف. من الآية 17.
[1580]:سورة الأعراف. من الآية 186.
[1581]:من تفسير القرآن العظيم.