فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{قُل لِّلۡمُخَلَّفِينَ مِنَ ٱلۡأَعۡرَابِ سَتُدۡعَوۡنَ إِلَىٰ قَوۡمٍ أُوْلِي بَأۡسٖ شَدِيدٖ تُقَٰتِلُونَهُمۡ أَوۡ يُسۡلِمُونَۖ فَإِن تُطِيعُواْ يُؤۡتِكُمُ ٱللَّهُ أَجۡرًا حَسَنٗاۖ وَإِن تَتَوَلَّوۡاْ كَمَا تَوَلَّيۡتُم مِّن قَبۡلُ يُعَذِّبۡكُمۡ عَذَابًا أَلِيمٗا} (16)

قوله : { قُل لّلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الأعراب } هم المذكورون سابقاً { سَتُدْعَوْنَ إلى قَوْمٍ أُوْلِى بَأْسٍ شَدِيدٍ } قال عطاء بن أبي رباح ومجاهد وابن أبي ليلى وعطاء الخراساني : هم فارس . وقال كعب ، والحسن : هم الروم . وروي عن الحسن أيضاً أنه قال : هم فارس والروم . وقال سعيد بن جبير : هم هوازن وثقيف . وقال عكرمة : هوازن . وقال قتادة : هوازن وغطفان يوم حنين . وقال الزهري ، ومقاتل : هم بنو حنيفة أهل اليمامة أصحاب مسيلمة . وحكى هذا القول الواحدي عن أكثر المفسرين { تقاتلونهم أَوْ يُسْلِمُونَ } أي يكون أحد الأمرين : إما المقاتلة ، أو الإسلام لا ثالث لهما ، وهذا حكم الكفار الذين لا تؤخذ منهم الجزية . قال الزجاج : التقدير : أو هم يسلمون ، وفي قراءة أبيّ ( أو يسلموا ) أي حتى يسلموا { فَإِن تُطِيعُواْ يُؤْتِكُمُ الله أَجْراً حَسَناً } وهو الغنيمة في الدنيا والجنة في الآخرة { وَإِن تَتَوَلَّوْاْ } أي تعرضوا { كَمَا تَوَلَّيْتُمْ مّن قَبْلُ } وذلك عام الحديبية { يُعَذّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً } بالقتل والأسر والقهر في الدنيا وبعذاب النار في الآخرة لتضاعف جرمكم .

/خ24