والظرف في قوله : { إِذْ جَعَلَ الذين كَفَرُواْ } منصوب بفعل مقدّر : أي اذكر وقت جعل الذين كفروا { فِي قُلُوبِهِمُ الحمية حَمِيَّةَ الجاهلية } . وقيل : متعلق بعذبنا ، والحميّة : الأنفة ، يقال : فلان ذو حميّة ، أي ذو أنفة وغضب : أي جعلوها ثابتة راسخة في قلوبهم ، والجعل بمعنى الإلقاء ، وحميّة الجاهلية بدل من الحميّة . قال مقاتل بن سليمان ومقاتل بن حيان ، قال أهل مكة : قد قتلوا أبناءنا وإخواننا ويدخلون علينا في منازلنا ، فتتحدّث العرب أنهم قد دخلوا علينا على رغم أنفنا ، واللات والعزّى لا يدخلونها علينا ، فهذه الحميّة هي حميّة الجاهلية التي دخلت قلوبهم . وقال الزهري : حميّتهم : أنفتهم من الإقرار للنبي صلى الله عليه وسلم بالرسالة . قرأ الجمهور { لو تزيلوا } وقرأ ابن أبي عبلة وأبو حيوة وابن عون ( لو تزايلوا ) . والتزايل : التباين { فَأَنزَلَ الله سَكِينَتَهُ على رَسُولِهِ وَعَلَى المؤمنين } أي أنزل الطمأنينة والوقار على رسوله وعلى المؤمنين حيث لم يدخلهم ما دخل أهل الكفر من الحميّة ، وقيل : ثبتهم على الرضى والتسليم { وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التقوى } وهي : «لا إله إلاَّ الله » كذا قال الجمهور ، وزاد بعضهم : «محمد رسول الله » وزاد بعضهم : «وحده لا شريك له » . وقال الزهري هي : { بِسْمِ اللَّهِ الرحمن الرحيم } وذلك أن الكفار لم يقرّوا بها ، وامتنعوا من كتابتها في كتاب الصلح الذي كان بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كما ثبت ذلك في كتب الحديث والسير ، فخص الله بهذه الكلمة المؤمنين وألزمهم بها . والأوّل أولى ، لأن كلمة التوحيد هي التي يتقى بها الشرك بالله ، وقيل : كلمة التقوى : هي الوفاء بالعهد والثبات عليه { وَكَانُواْ أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا } أي وكان المؤمنون أحقّ بهذه الكلمة من الكفار والمستأهلين لها دونهم ، لأن الله سبحانه أهلهم لدينه ، وصحبة رسوله صلى الله عليه وسلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.