فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{تَبَٰرَكَ ٱسۡمُ رَبِّكَ ذِي ٱلۡجَلَٰلِ وَٱلۡإِكۡرَامِ} (78)

{ تبارك اسم رَبّكَ ذِي الجلال والإكرام } تبارك تفاعل من البركة . قال الرّازي : وأصل التبارك من التبرّك ، وهو الدوام والثبات ، ومنه برك البعير وبركه الماء فإن الماء يكون دائماً ، والمعنى : دام اسمه وثبت أو دام الخير عنده ، لأن البركة وإن كانت من الثبات لكنها تستعمل في الخير ، أو يكون معناه علا وارتفع شأنه . وقيل معناه : تنزيه الله سبحانه وتقديسه ، وإذا كان هذا التبارك منسوباً إلى اسمه عزّ وجلّ ، فما ظنك بذاته سبحانه ؟ وقيل : الاسم بمعنى الصفة ، وقيل : هو مقحم كما في قول الشاعر :

إلى الحول ثم اسم السلام عليكما *** ومن يبك حولاً كاملاً فقد اعتذر

وقد تقدّم تفسير { ذي الجلال والإكرام } في هذه السورة . قرأ الجمهور : { ذِي الجَلَالِ } على أنه صفة للربّ سبحانه . وقرأ ابن عامر ( ذُو الجَلَاِل ) على أنه صفة لاسم .

/خ78