هي ثنتان وعشرون آية وهي مدنية . قال القرطبي : في قول الجميع ، إلا رواية عن عطاء أن العشر الأول منها مدني وباقيها مكي وقال الكلبي : نزلت جميعها بالمدينة غير قوله : { ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم } نزلت بمكة . وأخرج ابن الضريس والنحاس وأبو الشيخ في العظمة وابن مردويه عن ابن عباس قال : نزلت سورة المجادلة بالمدينة . وأخرج ابن مردويه عن الزبير مثله .
قوله : { قَدْ سَمِعَ الله } قرأ أبو عمرو وحمزة والكسائي بإدغام الدال في السين ، وقرأ الباقون بالإظهار . قال الكسائي : من بيَّن الدال عند السين فلسانه أعجميّ وليس بعربيّ { قَوْلَ التي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا } أي تراجعك الكلام في شأنه { وَتَشْتَكِى إِلَى الله } معطوف على تجادلك . والمجادلة هذه الكائنة منها مع رسول الله أنه كان كلما قال لها : «قد حرمت عليه » ، قالت : والله ما ذكر طلاقاً ، ثم تقول : أشكو إلى الله فاقتي ووحدتي وإن لي صبية صغاراً إن ضممتهم إليه ضاعوا ، وإن ضممتهم إليّ جاعوا ، وجعلت ترفع رأسها إلى السماء وتقول : اللَّهم إني أشكو إليك ، فهذا معنى قوله : { وَتَشْتَكِى إِلَى الله } قال الواحدي : قال المفسرون : نزلت هذه الآية في خولة بنت ثعلبة ، وزوجها أوس بن الصامت وكان به لمم ، فاشتد به لممه ذات يوم فظاهر منها ، ثم ندم على ذلك ، وكان الظهار طلاقاً في الجاهلية . وقيل : هي خولة بنت حكيم ، وقيل : اسمها جميلة ، والأوّل أصح ، وقيل : هي بنت خويلد ، وقال الماوردي : إنها نسبت تارة إلى أبيها ، وتارة إلى جدّها وأحدهما أبوها والآخر جدّها ، فهي : خولة بنت ثعلبة بن خويلد ، وجملة { والله يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُما } في محل نصب على الحال ، أو مستأنفة جارية مجرى التعليل لما قبلها : أي والله يعلم تراجعكما في الكلام { إِنَّ الله سَمِيعٌ بَصِيرٌ } يسمع كل مسموع ويبصر كل مبصر ، ومن جملة ذلك ما جادلتك به هذه المرأة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.