فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{إِنَّمَا ٱلنَّجۡوَىٰ مِنَ ٱلشَّيۡطَٰنِ لِيَحۡزُنَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَلَيۡسَ بِضَآرِّهِمۡ شَيۡـًٔا إِلَّا بِإِذۡنِ ٱللَّهِۚ وَعَلَى ٱللَّهِ فَلۡيَتَوَكَّلِ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ} (10)

ثم بيّن سبحانه أن ما يفعله اليهود والمنافقون من التناجي هو من جهة الشيطان ، فقال : { إِنَّمَا النجوى } يعني : بالإثم والعدوان ومعصية الرسول { مِنَ الشيطان } لا من غيره : أي من تزيينه وتسويله { ليحزن الذين ءامنوا } أي لأجل أن يوقعهم في الحزن بما يحصل لهم من التوهم أنها في مكيدة يكادون بها { وَلَيْسَ بِضَارّهِمْ شَيْئاً } أو وليس الشيطان أو التناجي الذي يزينه الشيطان بضارّ المؤمنين شيئًا من الضرر { إِلاَّ بِإِذْنِ الله } أي بمشيئته ، وقيل : بعلمه { وَعَلَى الله فَلْيَتَوَكَّلِ المؤمنون } أي يكلون أمرهم إليه ويفوّضونه في جميع شؤونهم ويستعيذون بالله من الشيطان ولا يبالون بما يزينه من النجوى .

/خ10