التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{۞عَسَى ٱللَّهُ أَن يَجۡعَلَ بَيۡنَكُمۡ وَبَيۡنَ ٱلَّذِينَ عَادَيۡتُم مِّنۡهُم مَّوَدَّةٗۚ وَٱللَّهُ قَدِيرٞۚ وَٱللَّهُ غَفُورٞ رَّحِيمٞ} (7)

قوله تعالى : { عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة والله قدير والله غفور رحيم } .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة ، قوله : { عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة والله قدير } على ذلك ، { والله غفور رحيم }يغفر الذنوب الكثيرة ، رحيم بعباده .

قال ابن كثير : يقول تعالى لعباده بعد أن أمرهم بعداوة الكافرين{ عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة } أي : محبة بعد البغضة ومودة بعد النفرة وألفة بعد الفرقة{ والله قدير } أي : على ما يشاء من الجمع بين الأشياء المتنافرة والمتباينة والمختلفة فيؤلف بين القلوب بعد العداوة والقساوة فتصبح مجتمعة متفقة ، كما قال تعالى ممتنا على الأنصار : { واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفى حفرة من النار فأنقذكم منها } الآية .