الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{۞عَسَى ٱللَّهُ أَن يَجۡعَلَ بَيۡنَكُمۡ وَبَيۡنَ ٱلَّذِينَ عَادَيۡتُم مِّنۡهُم مَّوَدَّةٗۚ وَٱللَّهُ قَدِيرٞۚ وَٱللَّهُ غَفُورٞ رَّحِيمٞ} (7)

وقوله تعالى : { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ } أي : في إبراهيم والذين معه ، وباقي الآية بَيِّنٌ ، وروي أَنَّ هذهِ الآياتِ لما نزلت ، وَعَزَمَ المؤمنون على امتثالها ، وَصَرْمِ حِبَالِ الكَفَرَةِ لحقهم تَأَسُّفٌ وهمٌّ من أَجل قراباتهم ؛ إذ لم يؤمنوا ، ولم يهتدوا ، حَتَّى يكونَ بينهم التوادُدُ والتواصُلُ ، فنزلت : { عَسَى الله } الآية : مؤنسةً في ذلك ، ومُرْجِيةً أَنْ يقعَ ، فوقع ذلك بإسلامهم في الفتح ، وصار الجميعُ إخواناً ، وعسى من اللَّه واجبةُ الوقوع .

( ت ) : قد تقدم تحقيقُ القولِ في { عَسَى } في سورة القصص ، فأغنى عن إعادته .