تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{۞عَسَى ٱللَّهُ أَن يَجۡعَلَ بَيۡنَكُمۡ وَبَيۡنَ ٱلَّذِينَ عَادَيۡتُم مِّنۡهُم مَّوَدَّةٗۚ وَٱللَّهُ قَدِيرٞۚ وَٱللَّهُ غَفُورٞ رَّحِيمٞ} (7)

الآية 7 وقوله تعالى : { عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة والله قدير والله غفور رحيم } إن الله تعالى أمر المؤمنين بمعاداة الكفرة ومنابذتهم وترك موالاتهم ما داموا كفارا ، ثم وعد أن يجعل بيننا وبينهم مودة إذا آمنوا ، فكان هذا من أعظم الدلائل {[21047]} على أن الخلق عند الله تعالى في كل حال على ما هم عليه في أحوالهم ، وليس كما قال بعض الجهال : [ إن من ]{[21048]} يؤمن في وقت من الأوقات فهو عند الله مؤمن في حال كفره ، وهذا خلاف وصف الله تعالى في هذه الآية والله اعلم .

ثم المعتزلة فقد خالفوا هذه الآيات ، وعاندوها ، على قولهم ، وذلك أن الله تعالى قال : { لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء } من قولهم : إن كان على خلاف مذهبهم ، فهو عدوهم ، ولا شك أنهم يوالونه ، ويصافونه ، وقد نهى الله تعالى عن هذا ، فهذا [ أحد الخلافات ] {[21049]} .

والثاني : أن الله تعالى وعد أن يجعل بيننا وبينهم مودة ، ومن قولهم : أنه لا يقدر على شيء من أفعال الخلق ، فكان الله تعالى على قولهم وعد ما لا يقدر عليه ، وهذا لا يليق بأسفه الخلق ، فكيف برب العالمين ؟ فثبت أنهم عاندوا هذه الآيات والله اعلم .

وخلاف ثالث : أن الله عز وجل وصف نفسه بالقدرة [ بقوله : ] {[21050]}{ والله قدير } ومن قولهم : أنه ليس يقدر على شيء من أفعال الخلق ، فأي خلاف أشهر من هذا وأظهر ؟ والله الموفق .


[21047]:في الأصل و م: الدليل
[21048]:في الأصل و م: إنه.
[21049]:في الأصل و م: أحد الخلافين.
[21050]:ساقطة من الأصل و م.