الآية 7 وقوله تعالى : { عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة والله قدير والله غفور رحيم } إن الله تعالى أمر المؤمنين بمعاداة الكفرة ومنابذتهم وترك موالاتهم ما داموا كفارا ، ثم وعد أن يجعل بيننا وبينهم مودة إذا آمنوا ، فكان هذا من أعظم الدلائل {[21047]} على أن الخلق عند الله تعالى في كل حال على ما هم عليه في أحوالهم ، وليس كما قال بعض الجهال : [ إن من ]{[21048]} يؤمن في وقت من الأوقات فهو عند الله مؤمن في حال كفره ، وهذا خلاف وصف الله تعالى في هذه الآية والله اعلم .
ثم المعتزلة فقد خالفوا هذه الآيات ، وعاندوها ، على قولهم ، وذلك أن الله تعالى قال : { لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء } من قولهم : إن كان على خلاف مذهبهم ، فهو عدوهم ، ولا شك أنهم يوالونه ، ويصافونه ، وقد نهى الله تعالى عن هذا ، فهذا [ أحد الخلافات ] {[21049]} .
والثاني : أن الله تعالى وعد أن يجعل بيننا وبينهم مودة ، ومن قولهم : أنه لا يقدر على شيء من أفعال الخلق ، فكان الله تعالى على قولهم وعد ما لا يقدر عليه ، وهذا لا يليق بأسفه الخلق ، فكيف برب العالمين ؟ فثبت أنهم عاندوا هذه الآيات والله اعلم .
وخلاف ثالث : أن الله عز وجل وصف نفسه بالقدرة [ بقوله : ] {[21050]}{ والله قدير } ومن قولهم : أنه ليس يقدر على شيء من أفعال الخلق ، فأي خلاف أشهر من هذا وأظهر ؟ والله الموفق .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.