الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{۞عَسَى ٱللَّهُ أَن يَجۡعَلَ بَيۡنَكُمۡ وَبَيۡنَ ٱلَّذِينَ عَادَيۡتُم مِّنۡهُم مَّوَدَّةٗۚ وَٱللَّهُ قَدِيرٞۚ وَٱللَّهُ غَفُورٞ رَّحِيمٞ} (7)

ثم قال : { عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة } [ 7 ] .

[ أي{[68204]} ] : عسى الله أن يوفق من عاديتم فيه عن المشركين إلى الإيمان فتعود العداوة ( مودة ) ففعل ذلك سبحانه .

و{ عسى } من الله : واجبة ، فأسلم كثير منهم ، وصاروا إخوانا لمن كان يعاديهم ، وكانت المودة بعد الفتح وقبله .

( وروي : أن هذه الآية نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم في أبي سفيان ، جعل بينه وبين أبي سفيان مودة بأن تزوج ابنته أم حبيبة ، بعد العداوة التي كانت بينهما وقبله{[68205]} ) .

قال ابن عباس : كانت المودة بعد الفتح ، تزوج النبي صلى الله عليه وسلم أم حبيبة{[68206]} . /

{ والله قدير } أي : ذو قدرة على ما يشاء .

{ والله غفور رحيم } أي : ذو ستر على ذنوب من أناب وآمن وذو رحمة بهم أن يعذبهم على ذنوبهم بعد أيمانهم وتوبتهم منها{[68207]} .


[68204]:ساقط من ح.
[68205]:ساقط من ع، ج.
[68206]:انظر: أسباب النزول 317، وتفسير القرطبي 18/58 وهو قول مقاتل في ابن كثير 4/350.
[68207]:انظر : تفسير القرطبي 18/58، والدر المنثور 8/130.